يستضيف القطن الكاميروني نظيره الأهلي المصري في إياب نهائي دوري أبطال أفريقيا يوم الأحد في معقله بمدينة غاروا الكاميرونية.
والمباراة تمثل حدثاً استثنائيا للفريق الذي سينهيها متوجاً بكأس البطولة. ففي حالة فوز القطن ستكون هذه هي المرة الأولى في تاريخه الذي يتوج بكأس البطولة، كما أنها ستكون المرة الأولى في تاريخ القارة السمراء التي يتأهل فريق منها من خارج دول الشمال الأفريقي لنهائي كأس العالم للأندية.
أما في حالة فوز الأهلي فإنه سيحرز بذلك لقب البطولة للمرة السادسة في تاريخه، مسجلاً رقماً قياسياً في عدد مرات الفوز بلقب دوري أبطال أفريقيا، كما أنه سيحقق رقماً قياسياً عالمياً جديداً حيث سيمثل له الفوز بالمباراة الظهور الثالث في نهائيات كأس العالم للأندية، التي ستستضيفها اليابان في نهاية العام الحالي.
حسابات مختلفة :
ويخطئ من يعتقد أن الأهلي قد استطاع أن يحسم لقب دوري أبطال أفريقيا لصالحه عندما تغلب على القطن بهدفين دون رد في مباراة الذهاب التي جرت قبل أسبوعين في إستاد القاهرة.
فرغم كون النتيجة التي حققها الفريق المصري مثالية في بعض الأحيان ومطمئنة في لقاء العودة فإن قوة الفريق الكاميروني وغزارة أهدافه في مرمى خصومه في المباريات التي تقام في معقله في مدينة غاروا الكاميرونية جعلت من الصعب التكهن بالفريق الذي سيحمل كأس النسخة رقم أربعين من البطولة الأهم على صعيد كرة القدم في القارة السمراء.
كما يصعب التكهن بنتيجة المباراة المقبلة لسبب رئيسي، وهي أنها تقام بين أفضل فريق على ملعبه في بطولة العالم الحالي وهو القطن وبين أفضل فريق أدى مباريات خارج ملعبه وهو الأهلي، الذي لم يتلق أي هزيمة في المباريات التي لعبها خارج ملعبه، وذلك منذ انطلاق الدور ربع النهائي.
فالقطن حقق نتائج رائعة في مدينة غاروا بدأها بالفوز على فيتالو البوروندي في دور الـ64 (1-0)، ثم الفوز على غومبى يونايتد بطل نيجيريا في ذهاب دور الـ 32 (5-0)، كما سحق شبيبة القبائل الجزائري في ذهاب الدور ثمن النهائي (3-0)، وتألق بشدة في الدور ربع النهائي وهو دور المجموعات واستطاع أن يهزم الهلال السوداني (1-0) ومازيمبي الكونغولي (1-0) وأنييمبا النيجيري (3-0).
وأبدع الفريق الكاميروني في الدور نصف النهائي عندما استعرض أمام ديناموز الزيمبابوي برباعية نظيفة. أي أن هذا الفريق سجل على ملعبه 18 هدفاً ولم يهتز مرماه بأي هدف.
أما الأهلي فعلى الرغم من أنه بدأ مبارياته خارج ملعبه بالخسارة أمام بلاتنيوم ستارز الجنوب أفريقي (1-2) في الدور ثمن النهائي، فقد تعادل مع أسيك الإيفواري (0 – 0) وفاز على ديناموز بطل زيمبابوي (0-1) وتعادل مع الزمالك المصري (2-2)، كما تعادل مع أنييمبا النيجيري (0-0) في نصف النهائي.
من أجل ذلك بدا التوقع بنتيجة اللقاء الحاسم في البطولة شديد الصعوبة، وأصبح السؤال الذي يطرح نفسه بقوة الآن لمن ستكون الغلبة؟ لذكاء الأهلي التكتيكي وأدائه الدفاعي الفعال خارج ملعبه، أم للهجوم الكاسح للقطن على ملعبه؟
نقاط القوة والضعف :
وعند الحديث عن المستوى الفني للفريقين، ومواطن القوة والضعف في صفوفهما والتي برزت من خلال مبارياتهما السابقة، نجد أن قوة الأهلي والعامل الحاسم الذي ساعده على التفوق في جميع مبارياته السابقة، تكمن في خط وسطه الذي استطاع في جميع مباريات الفريق الأحمر السابقة فرض إيقاع لعب معين على الفرق المنافسة.
ويعتمد خط الوسط الأهلاوي بصورة أساسية على حسام عاشور لاعب الارتكاز، الذي يتميز بالقوة في الانقضاض والقدرة على إفساد هجمات الخصم، وإن كان أكثر ما يعيبه هو قلة عطائه الهجومي، ويعوض ذلك وجود زميله أحمد حسن الوافد الجديد على القلعة الحمراء وقائد المنتخب المصري، والذي استطاع في فترة وجيزة أن يفرض نفسه على التشكيلة الأساسية للأهلي. ويتميز حسن بقوة أدائه الهجومي وبقدرته على استخلاص الكرة من الخصم وبناء الهجمات السريعة، كما أنه يجيد إحراز الأهداف وهو مرشح للعب دور رئيسي في تشكيلة المدرب مانويل جوزيه في لقاء الأحد القادم.
أما الشق الهجومي في وسط ملعب الأهلي فيتولى تنفيذه بصورة أساسية اللاعبان محمد بركات وأبو تريكه. ويعتمد الأهلي دائماً على تبادل الأدوار بينهما فتارة يتقدم بركات ويستلم تمريرات أبو تريكه وتارة أخرى يقوم محمد بركات بدور لاعب الوسط الهجومي وصانع الألعاب.
ويعتمد الثنائي بشكل مباشر على التحركات العرضية من المهاجم الأنغولي فلافيو لفتح الثغرات في الخصم وهذا المثلث يجيد بشكل كبير صناعة الهجمات المرتدة السريعة، وعليه سيبني جوزيه معظم خططه الهجومية في لقاء الإياب.
أما أضعف خطوط الأهلي في الفترة الأخيرة فهو خط دفاعه، وأهم ما يعيب مدافعي الأهلي في الفترة الأخيرة هو تذبذب المستوى وكثرة الهفوات القاتلة، والملاحظ على دفاع الفريق المصري أن حالته الفنية تتأثر بشكل كبير بموقف الفريق في المباراة، فعندما يكون الأهلي متفوقاً أو موقفه مطمئن في البطولة التي يشارك فيها، يهتز أداء المدافعين وتكثر الأخطاء الفردية. ودليل ذلك ما حدث في لقاءات الأهلي أمام أسيك والزمالك في إياب دور المجموعات في البطولة، حيث اهتزت شباك الفريق بأربعة أهداف بواقع هدفين في كل لقاء، رغم أن الفريق الأحمر كان ضامناً التأهل إلى حد كبير قبل هذين اللقاءين.
ويخشى متابعو ومشجعو الأهلي من هفوات مدافعيه في لقاء العودة، حيث يدخل الفريق المصري اللقاء القادم وهو متقدم بفارق هدفين، الأمر الذي قد يؤدي لتراخي المدافعين وهو أكثر ما سيضر بالفريق المصري في اللقاء القادم.
وبالذهاب إلى الفريق الكاميروني نجد أن الهجوم الكاسح والغزارة التهديفية هي عنوان هذا الفريق، الذي يطلق عليه الجميع لقب الحصان الأسود نظراً للنتائج الهامة وغير المتوقعة التي حققها أمام فرق عريقة ولها باع في البطولة مثل الهلال السوداني وأنييمبا النيجيري.
وتكمن قوة القطن في مهاجميه، وخاصة داودا كاميلو هداف الفريق في دوري أبطال أفريقيا برصيد 7 أهداف. ويشكل هذا اللاعب مع أوسمايلا بابا قوة هجومية ضاربة. ويمتاز الفريق بقوة خط وسطه وسرعته. ومن أبرز لاعبيه أحمد نغومنا الذي سيغيب لحصوله على البطاقة الصفراء الثانية وهي بالتأكيد خسارة فادحة للقطن.
وسيحاول المدرب الفرنسي الإيفواري الأصل ألان أمبيلون أن يعتمد على بابا إسماعيل في وسط الملعب لتنفيذ الشق الهجومي لتعويض غياب نغومنا.
والملاحظ أن وسط الفريق الكاميروني سيطر إلى حد كبير على مجريات اللعب في مطلع الشوط الثاني من لقاء الذهاب في القاهرة، وبصفة عامة فإن عاملي القوة البدنية والطول يميلان بدرجة كبيرة لمصلحة القطن.
ملاحظات هامة :
• لعب الأهلي في البطولة الحالية 11 مباراة، فاز في ست مباريات وتعادل في أربع مباريات وخسر مباراة واحدة.
• سجل لاعبو الأهلي 15 هدفاً طوال مشوارهم في البطولة الحالية بينما دخل مرماهم 8 أهداف.
• لعب القطن في البطولة الحالية 15 مباراة فاز في تسع مباريات وتعادل في مباراة واحدة وخسر خمس مباريات.
• أحرز لاعبو القطن 23 هدف في البطولة الحالية ودخل مرماهم 11 هدف.
• تمتلك الكاميرون خمسة ألقاب في دوري أبطال أفريقيا، حيث فاز نادي كانون ياوندي بلقب البطولة أعوام (1971 و1978 و1980) بينما فاز نادي أوريكس دوالا بلقب النسخة الأولى من البطولة عام 1964، ويونيون دوالا عام 1979.
• فازت مصر بلقب البطولة أحد عشر مرة، ويملك ناديي الأهلي والزمالك خمسة ألقاب في خزائن كل منهما وفاز الأهلي بالبطولة أعوام (2006 و2005 و2001 و1987 و1982) بينما فاز الزمالك بالبطولة أعوام (2002 و1996 و1993 و1986 و1984)، وحصل الاسماعيلي على لقب النسخة الثالثة من البطولة عام 1969.